جميل راتب

جميل راتب الذي ولد عام 1926 لأسرة أرستقراطية محافظة. كان والده رجلًا وطنيًّا شارك في ثورة 1919، ووالدته تنحدر من أسرة عريقة، فعمتها هدى شعراوي، رائدة النهضة النسائية المصرية،

أصر الأب على أن يلتحق ابنه بمدارس مصرية في الوقت الذي كان يلتحق فيه أبناء الطبقة الأرستقراطية بالمدارس الأجنبية،

سافر راتب بعدها إلى فرنسا لاستكمال دراسته بكلية الحقوق، لكن نفسه التي تعلقت بالفن منذ الصغر لم تُطِق دراسة الحقوق الصارمة، فتركها رغم غضب والديه، وقطع المنحة عنه، ليعمل في عدد من الوظائف البسيطة: شيَّال ومترجم وجارسون.


أتاحت هذه التجربة أن يتعرف على طبقات مختلفة من الشعب الفرنسي، فازداد تقديره واحترامه للطبقات الأقل حظًّا، وشعر بآلامها ومعاناتها.

أدى راتب أدوارًا أساسية في بعض المسرحيات التي قدمتها فرق مسرحية مغمورة نسبيًّا، ثم أسس فرقته المسرحية مع بعض أصدقائه، فلفت الأنظار إليه. شارك بعدها في مسرحيات شكسبير وأوغست ستريندبرغ وألبير كامو وموليير، على أكبر مسارح فرنسا، أشهرها مسرح الـ«كوميدي فرانسيز»، وحقق نجاحًا باهرًا.

الانطلاق

وفي فرنسا شاهده الكاتب الفرنسي “أندريه جيد” في “أوديب ملكاً” فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس، الأمر الذي تقبله “جميل” ونفذه على الفور،

وبدا اول سلم النجاح فقد كان كتب عنه :عندما يؤدي دوره على الخشبة في مسرحية (الوريث) فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادتين”.. بهذه الجملة التي نشرتها إحدى الصحف الفرنسية في تقرير لها

 

عاد جميل راتب إلى مصر عام 1951 ، وبترشيح من الفنان سليمان نجيب يشارك في مسرحية «الوريث» مع فرقته المسرحية، ثم عاد إلى فرنسا واستكمل مسيرته الإبداعية في المسرح والتلفزيون قبل أن تتاح له الفرصة ليُشارك في فيلم «Trapeze» عام 1956، إخراج «كارول ريد»، وبطولة «بيرت لانكستر» و«توني كيرتس» و«جينا لولو بريجيدا»

ثم قادته الصدفة إلى المشاركة في دور صغير في الفيلم العظيم «Lawrence of Arabia» (لورنس العرب) مع «بيتر أوتول» و«أنتوني كوين» وعمر الشريف

وشارك في باريس في بضع مسرحيات عالمية، منها 5 أعمال لشكسبير، وعن تلك اللحظات قال: “عندما شاهدت اسمي للمرة الأولى على “أفيش” في فرنسا كان يومًا كبيرًا بالنسبة لي.وأصبح الفرنسيون يطلبونه في أدوار البطولة فعمل 7 أفلام في السنوات العشر الأخيرة، كما عمل أيضًا في بطولة 3 أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك.

وفي عام 1974 عاد جميل مجددًا لمصر لإنهاء بعض الأمور العائلية، وحصل على عطلة 6 أشهر من عمله في باريس، ومع وصوله كان الراحل كرم مطاوع سببًا في دخوله العالم الفني المصري: “كرم مطاوع عرض عليّ دور رئيس في مسرحية دنيا البيانولا”.وشارك في بطولة العديد من الأفلام المصرية، منها “ليلة القدر- أنا الشرق- لورنس العرب- على من نطلق الرصاص – كفاني يا قلب , الصعو الى الهاويه

ة.كما قدم أيضاً العديد من المسلسلات التليفزيونية الناجحة، ومن أبرزها: “رحلة المليون- غدا تتفتح الزهور- الجلاد والحب- السرايا- الزوجة أول من يعلم- الراية البيضاء- ثمن الخوف- أبواب الخوف- يوميات ونيس- عفريت

القرش- أصعب قرار- المرسى والبحار- حد السكين- كلمات- فارس بلا جواد- الأصدقاء- وجه القمر- زيزينيا”.وإلى جانب التمثيل، خاض الفنان “جميل راتب” تجربة الإخراج المسرحي وقدم مسرحيات عديدة مثل “الأستاذ” و”زيارة السيدة العجوز” و”شهرزاد”.قام مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الفنان “جميل راتب” عن مشواره الفني الطويل الذي قدم خلاله حوالي 67 فيلماً مصرياً وعدد كبير من أفلام السينماالعالمية

الحب والزواج لمرة واحدة

تزوج جميل راتب من مونيكا مونتيفير، والتي كانت تعمل بالتمثيل الذي اعتزلته بعد ذلك وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج ثم منتجة منفذة ثم مديرة مسرح الشانزليزيه

دام زواج جميل ومونيكا 15 عامًا، قبل أن ينفصلا، حيث ظلت مونيكا تقيم في بلادها، واستمر “راتب” بزيارتها في منزلها الريفي في باريس، بعد أن احتفظا بصداقتهما رغم الانفصالوكشف جميل سابقًا في أحد تصريحاته أنه لم يتزوج بامرأة أخرى بسبب حبه الذي ظل يحتفظ به لزوجته مونيكا، قائلاً: “قلبي لم يعشق سوى السيدة مونيكا مونتيفير، التى عشت معها 15 عاماً، ثم انفصلنا فى سلام تام، ولكننا ما زلنا أصدقاء، وبعدها لم أفكر فى الزواج وعشت من أجل الفن

انطونى كوين في حياة جميل راتب

علاقتة بالسينما العالمية حكى جميل راتب عن علاقتة بانطونى كوين انه تعرفر علية خلال فيلم لورانس العرب وهو رجل مثالى جدا وذكى وموهوب وحددث بيننا نوع من الالفىة والتجاوب بعد فليم لورانس العرب تعرضت لظروف صعبة ى باريس واخبرنى انه متوجه الى الى ايطاليا للعمل فى فيلم زيارة السيدة العجوز وارسل لى تذكرة وقابلت مدير الانتاج ولثقة انطونى كوين بى عملت ى الفليم مساعد مخرج , وبهذة الخدمة الكبيرة من انطونى كوين وثقتىة بى شاركت فى اعمال كثيرة بعد ذلك

جوائز وتكريم

وجذبت سمعة الفنان جميل راتب إليه مشاركات في عديد من الأفلام العربية والعالمية، حيث شارك في أفلام لصالح تونس والمغرب والجزائر، كما شارك في التمثيل في الولايات المتحدة. وتم تكريمه من قبل “معهد العالم العربي” في باريس و”مهرجان القاهرة السينمائي” عن رحلته الفنية الثرية

كرم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ، اثناءانعقاد أيام قرطاج السينمائية الـ27 الفنان جميل راتب، على إسهاماته الفنية ودوره في النهوض بالسينما، حيث منحه الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي

الشرير الأنيق

وصفه الناقد السينمائي محمود قاسم، في كتابه «الوجه والقناع: أشرار السينما المصرية»، بأن طريقة جميل راتب في الحديث وصوته وهدوءه فرضوا على أدوار الشر التي أداها شكلًا مختلفًا. فهو يدبر الخطط، وينفذ الجرائم، لكنه لا يدخل في مغامرات، ولا يمكن لأحد أن يتشاجر معه، أو أن يوقعه أرضًا، إنه رجل ذو مهابة ملحوظة وكبرياء، إضافة إلى أناقته ووسامته، فهو الـ«جنتلمان» الخارج عن القانون.

من أشهر الأفلام التي جسَّد فيها جميل راتب شخصية الشرير، فيلم «حب في الزنزانة»، عام 1983، إخراج محمد فاضل، وفي فيلمين للمخرج شريف عرفة، هما: «الأقزام قادمون» 1987، و«الدرجة الثالثة» 1988. وفي «حالة تلبس» 1988 إخراج بركات.

وبالطبع «سليم البهظ» في فيلم «الكيف» 1985، وهو واحد من أجرأ الأدوار التي قدمها، إذ يجسد شخصية أبعد ما تكون عن طبيعته الشخصية، تتفوه طوال الوقت بكلمات وتعبيرات لا يفهمها جميل راتب نفسه.


وهناك أدوار الشرير الظريف في أفلام مثل «شعبان تحت الصفر» 1980، إخراج بركات، و«البداية» 1980، إخراج صلاح أبو سيف.

أخيرًا دور الشرير الشعبي الذي جسده في أفلام مثل: «بيت بلا حنان» 1976، إخراج علي عبد الخالق، و«دندش» إخراج يحيى العلمي.

وقد صرح جميل راتب في أكثر من لقاء تلفزيوني بأنه يميل إلى هذه الأدوار لأنها تتطلب كثيرًا من البحث والجهد والتحدي.

وما لا يعلمه كثيرون أن المسرح والسينما في فرنسا فرضا على راتب أدوار الشر للأسباب التي ذكرتها سابقًا. ويبدو أن ظهوره في هذه الأدوار كان اختيارًا شخصيًّا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة